-->

السبت، 5 أغسطس 2017


في وقت متأخّر من تلك الليلة، دهس مؤيد رجلاً سبعينياً عن غير قصد، فأصيب بكسور في جسده النحيل استوجبت علاجاً لأشهر عدّة يتحمّل مؤيد تكاليفها الغالية كاملة، في مقابل أن يسحب أهل الرجل السبعيني بلاغ حادثة السير الذي دوّنته ضدّه شرطة المرور.

أرهقت الحادثة كاهل مؤيد (21 عاماً)، لا سيّما أنّها أتت في وقت يشكو فيه الشارع السوداني من ارتفاع في أسعار العلاجات الطبية، وتوجّه كثيرين إلى الطب البديل، لتكون الصيدليات بذلك آخر الخيارات. وأنفق مؤيد وأسرته كل ما لديهم من أموال كانوا قد ادخروها من أجل المستقبل، ولجؤوا كذلك إلى استدانة أموال إضافية من معارفهم للتمكّن من تسديد فاتورة علاج الرجل السبعيني الذي يعاني في الأساس من أمراض الضغط والسكري والقلب.

يقول مؤيد، الذي كان يقود سيارة أجرة في تلك الليلة لتأمين مصاريف جامعته حتى لا يكون عبئاً على عائلته البسيطة، إنّه لم يكن يعرف أنّ أسعار الدواء مرتفعة إلى هذا الحدّ، باستثناء المتداول على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى أن عاش معركة حقيقية مع الأزمة. يضيف لـ “العربي الجديد” أنّ “حقنة خاصة بسيولة الدم وُصفت للرجل يومياً ولمدة أسبوعَين، يصل سعر الواحدة منها إلى 75 جنيهاً سودانياً (أكثر من 11 دولاراً أميركياً) إلى جانب عقاقير أخرى تخطت تكلفتها ستة آلاف جنيه (900 دولار)”.

من جهته، يواجه محمد (40 عاماً) مشكلة مماثلة، بحسب ما يخبر “العربي الجديد”، بعدما أودِعَت والدته العناية الفائقة ويطالبه المستشفى بنحو 15 ألف جنيه (نحو 2252 جنيهاً). يقول: “لا أدري كيف أتمكّن من تأمينها، علماً أنّ كلها أدوية ضرورية لإنقاذ حياتها”. يُذكر أنّ محمد في الأساس عامل بسيط يعمل باليومية.

مؤيد ومحمد ليسا إلا عيّنة من السودانيين الذين يعانون من أزمة ارتفاع الدواء في البلاد. كثر يعيشون المأساة ذاتها التي فاقم من حدّتها قرار الحكومة السودانية الأخير برفع الدعم عن الدواء وتحرير سعره، الأمر الذي أدّى إلى ارتفاع أسعار بعض الأدوي
0 تعليقات على " مرضى بلا دواء في السودان: الأسعار ترتفع 300% "

جميع الحقوق محفوظة ل القناص الإلكتروني